تسبب المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بوهلر، بعاصفة داخل إسرائيل بسبب الاجتماع الذي عقده مع حركة حماس، وتصريحاته التي تلت ذلك، لينجم عن ذلك الكشف عن إبعاده من منصبه.

وتسارعت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية بالكشف بأن البيت الأبيض قرر سحب ترشيح بوهلر كمبعوث أمريكي لشؤون الأسرى.

فيما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن آدم بوهلر الذي كان يشغل منصب مبعوث ترامب بشكل مؤقت، سيعمل على مفاوضات الرهائن لصالح الرئيس دونالد ترامب كـ"مبعوث خاص"، دون الحصول على مصادقة تنصيبه في مجلس الشيوخ.

وأوضحت أن آدم بوهلر لعب دوراً كبيراً في مفاوضات إطلاق روسيا سراح مارك فوغل، وأنه سيواصل هذا العمل المهم لإعادة الأسرى الأمريكيين المحتجزين في العالم.

ما السبب في إبعاد آدم بوهلر من منصب المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى؟

واجه بوهلر انتقادات حادة داخل إسرائيل ومن بين الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي بسبب محادثاته مع حركة حماس.

قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، إن المحادثات التي عقدها بوهلر مع حماس بعلم ترامب قد تتسبب بجعل المصادقة على منصبه في مجلس الشيوخ الأمريكي أمراً صعباً.

فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن بوهلر فضل العمل بصفة "غير رسمية" تحظى بمصادقة مجلس الشيوخ، حتى لا يطلب منه سحب استثماراته من الشركة الاستثمارية في مجال الرعاية الصحية، مشيراً إلى أنه يحظى بثقة مطلقة من ترامب.

ويقول موقع "جويش إنسايدر" اليهودي الأمريكي، إن سلوك بوهلر وتصريحاته بشأن مفاوضاته المباشرة مع حماس أثارت غضب الجمهوريين في مجلس الشيوخ.

وذكر الموقع اليهودي الأمريكي، أن بوهلر أجرى محادثات مع مكاتب الحزب الجمهوري المؤيدة لإسرائيل في الكونغرس هذا الأسبوع لمعالجة الاستياء الناجم عن مواقفه، مشيرة إلى أنها لم تكن مثمرة، وسط مطالبات بـ"تهميشه".

لماذا أغضب لقاء بوهلر بحركة حماس الإسرائيليين؟

نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين إسرائيليين أن المحادثات التي عقدت في وقت سابق من هذا الشهر في الدوحة لم تخالف فقط القاعدة التي تحظر المحادثات المباشرة مع "الجماعات الإرهابية"، بل جرت دون إخطار مسبق للحكومة الإسرائيلية.

كما أعرب العديد من المسؤولين الإسرائيليين عن خشيتهم من أن تؤدي المناقشات التي قال بوهلر إنها ركزت على إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، وجثث الإسرائيليين الأمريكيين الأربعة، إلى تشجيع حركة حماس.

ومع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، رسمت إسرائيل مساراً لزيادة الضغط على حركة حماس تدريجياً، إلى حد عودة القتال في قطاع غزة. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المسؤولين الإسرائيليين صرحوا بأن هذه الخطوة أضعفت قدرة إسرائيل على التفاوض.

وقالت القناة 12 العبرية إن المفاوضات تحولت من لعبة تسيطر عليها إسرائيل إلى تحرك أمريكي مباشر، مشيرة إلى أن إسرائيل لم تفقد السيطرة على المفاوضات فحسب بل فقدت أيضاً استقلالها السياسي وتأثيرها على نتائج الحرب.

كما ينجم عن ذلك أن حماس ستصبح لاعباً شرعياً، وتتواصل مباشرة مع الولايات المتحدة، وهذا بالفعل انتصار استراتيجي لصالحها، بحسب القناة العبرية.

وفي محاولة لتفسير الخطوة التي نتجت عن جمود المفاوضات، أجرى بوهلر سلسلة من المقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، أثارت استياء واسعاً في واشنطن، وفي إحدى المقابلات وصف المسؤول الأمريكي حماس بـ"اللطفاء"، مما اضطره للاعتذار، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن بوهلر سيتم إبعاده عن التعامل مع قضية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وإليزابيت تسوركوف المحتجزة في العراق، فيما سيواصل عمله فيما يتعلق بالسجناء الأمريكيين الآخرين في مختلف أنحاء العالم.

ورأت أن إبعاده عن دور التعامل مع الإسرائيليين سوف يجعل ستيف ويتكوف المسؤول المركزي عن التعامل مع قضية الأسرى الإسرائيليين.

فيما نقلت القناة 12 العبرية، عن مصادر تحدثت إلى البيت الأبيض، أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا للحكومة الإسرائيلية والجمهوريين في واشنطن، أن بوهلر تم إبعاده عن التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين لأنه فقد الثقة تماماً.

من هو آدم بوهلر؟

اللافت أن آدم بوهلر هو يهودي، وعضو في مجلس ذكرى الهولوكوست الأمريكي، وكان مؤيداً قوياً لإسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

• وُلد بوهلر في نيويورك، وكان زميل سكن جامعي لجاريد كوشنر في جامعة بنسلفانيا.

• بدأت مسيرته المهنية في شركة "باتري فينشرز" للاستثمار في مجال التكنولوجيا، قبل أن يشارك في تأسيس شركة خاصة متخصصة في خدمات الرعاية الصحية.

• أسس بوهلر شركة لإدارة المختبرات لنظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى أكبر شركة للرعاية الصحية المنزلية في الولايات المتحدة، والتي بيعت عام 2021 مقابل 3.5 مليار دولار.

• كما أسس أيضاً شركتي "أفالون هيلث سولوشنز" و"أكيومن" العاملتين في مجال تزويد الخدمات لإدارة المختبرات الطبية.

• بدأت علاقته بالحكومة الأمريكية عام 2018، عندما عين لرئاسة مركز ابتكار الرعاية الطبية والصحية، وهي وكالة فدرالية توفر التغطية الصحية لأكثر من 160 مليون شخص عبر برامج التأمين الصحي.

• في العام 2019، أصبح الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (DFC)، وهي وكالة اتحادية أُنشئت خلال ولاية ترامب الأولى، والتي حُلّت عام 2021.

• لعب دوراً في عملية "وارب سبيد" التي ساهمت في تطوير لقاحات كوفيد-19.

• كما لعب آدم بوهلر دوراً محورياً في التفاوض مع حركة طالبان، وكان له دور كبير أيضاً إلى جانب كوشنر في الوصول إلى اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، وتقديراً لإسهاماته في ذلك حصل على أعلى وسام مدني من وزارة الدفاع الأمريكية.