بينما تتواصل جهود الوسطاء لاستكمال تنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل، أرسل الطرفان، الجمعة 14 مارس/آذار 2025، ردهما على مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، والذي تضمن تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 50 يوماً.
والجمعة، أعلنت حماس توجه وفد من قيادتها برئاسة خليل الحية إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين ومتابعة تطورات ملف المفاوضات، واتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي استمرت 42 يوماً، قد انتهت مطلع مارس/آذار الجاري، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
في المقابل، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فوراً في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحاباً إسرائيلياً من القطاع ووقفاً كاملاً للحرب.
وفيما يلي نستعرض موقف كل طرف من أطراف التفاوض وتفاصيل الرد الذي أرسلته حماس وتل أبيب على مقترح ويتكوف لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
ماذا تضمن مقترح ويتكوف في غزة؟
قال البيت الأبيض، الجمعة، إن الولايات المتحدة قدمت مقترح "تضييق الفجوات" لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وذكر بيان صادر عن مكتب ويتكوف، ومجلس الأمن القومي، نشره البيت الأبيض، أن "الرئيس دونالد ترامب، أوضح أن على حماس إما الإفراج عن الرهائن فوراً، أو دفع ثمن باهظ".
وأشار البيان، إلى أنه مساء الأربعاء، في العاصمة القطرية الدوحة، قدم ويتكوف، ومدير مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إريك تريغر، مقترح "تضييق الفجوات" لتمديد وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وأوضح أن هذا المقترح من شأنه "إتاحة الوقت للتفاوض على إطار وقف دائم لإطلاق النار".
ووفقاً للمقترح:
- تفرج حماس في اليوم الأول عن 5 من الأسرى الأحياء، بمن فيهم عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل إطلاق سراح سجناء وفقاً لصيغ سابقة.
- تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً لتمكين استئناف تقديم المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
- بعد إتمام عملية تبادل الأسرى الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، يتم الشروع في مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة للوقف الدائم لإطلاق النار في القطاع والتوصل لاتفاق بشأن مفاتيح تبادل الأسرى الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، على أن يتم استكمال هذه المفاوضات خلال 50 يوماً.
- تعمل الولايات المتحدة خلال فترة تمديد وقف إطلاق النار على التوصل إلى حل دائم لهذا الصراع.
ويظهر من بنود المقترح أنه يتعارض مع جوهر الاتفاق الأخير ويتماشى مع الرغبة الإسرائيلية في تمديد المرحلة الأولى للاتفاق رغم انتهائها، بدلاً من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه في الأصل، وفق تقرير لوكالة الأناضول.

ماذا تضمن رد حماس؟
أعلنت حماس، الجمعة، موافقتها على مقترح الوسطاء لاستئناف المفاوضات.
وقالت الحركة في بيان: "تسلّم وفد قيادة حركة حماس، يوم أمس الخميس، مقترحاً من الإخوة الوسطاء لاستئناف المفاوضات، حيث تعاملت معه الحركة بمسؤولية وإيجابية، وسلمت ردّها عليه فجر الجمعة".
وأكدت الحركة جاهزيتها "التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل حول قضايا المرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة".
ووفقاً لمصادر خاصة لعربي بوست، فإن تفاصيل رد حماس شملت النقاط التالية:
- إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية مقابل 100 من أسرى المؤبدات الفلسطينيين و500 أسير من أسرى قطاع غزة.
- فتح المعابر بشكل فوري وإدخال مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
- ضرورة أن يضمن الوسطاء الترتيبات اللازمة لضمان وقف إطلاق النار.
- إدخال المعدات اللازمة لتأهيل البنى التحتية بشكل عاجل.
- استمرار الإجراءات المتفق عليها في المرحلة الأولى، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية والإيقاف المؤقت للطيران واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا والمناطق الشرقية.
- إدخال 60 ألف كرفان وما تبقى من 200 ألف خيمة وفقاً للبروتوكول الإنساني في المرحلة الأولى.
- تمديد المرحلة الأولى لـ 50 يوماً يتم خلالها الاتفاق بشأن الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
- أن ينص المقترح الجديد على أنه جزء لا يتجزأ من اتفاق 17 يناير/كانون الثاني.
- السماح لسكان قطاع غزة بالعودة من الخارج عبر معبر رفح دون قيود.
- إلغاء نقاط تفتيش السيارات على شارع صلاح الدين في محور نتساريم.

ماذا تضمن رد إسرائيل؟
قال مكتب نتنياهو، الجمعة: "في حين قبلت إسرائيل مخطط المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، فإن حماس تصر على رفضه ولم تتحرك قيد أنملة، وفي الوقت نفسه، تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية".
وأضاف في بيان: "من المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعاً مع الفريق الوزاري، مساء السبت، لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض، والبت في الخطوات المقبلة لإطلاق سراح الأسرى".
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مكتب نتنياهو قوله إن "الوفد الإسرائيلي لمحادثات وقف إطلاق النار بغزة في العاصمة القطرية الدوحة سيعود إلى إسرائيل مساء السبت".
وفيما لم يصدر رد رسمي بعد من تل أبيب على مقترح ويتكوف المحدث، قالت القناة 13 العبرية إن إسرائيل تعتزم رفض مطالب حماس، وتطالب بالإفراج عن المزيد من الأسرى الأحياء.
وأفادت القناة الـ13 بأن تل أبيب تدّعي أن إطلاق حماس أسيراً إسرائيلياً يحمل الجنسية الأمريكية يأتي بهدف دق إسفين بينها وبين واشنطن.
فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن تقارير نشرتها قناة الجزيرة أن إسرائيل سلمت ردها بالفعل إلى الوسطاء وشمل البنود التالية:
- الإفراج عن 11 أسيراً حياً بينهم عيدان ألكسندر و16 جثة لأسرى إسرائيليين مقابل الإفراج عن 120 محكوماً بالمؤبد و1110 من أسرى قطاع غزة وجثث 160 فلسطينياً.
- أن تكون مدة التفاوض غير المباشر بعد الإفراج عن الرهائن 40 يوماً بدلاً من 50.
- ربط مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم بإعطاء أدلة على حياة بقية الأسرى الإسرائيليين.
- وضع آليات لتسليم المساعدات للمدنيين فقط.
0 تعليق