الأضرحة الرقمية 2.. اقتصاد بالمليارات - بوابة مولانا

القاهرة ٢٤ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأضرحة الرقمية 2.. اقتصاد بالمليارات - بوابة مولانا, اليوم السبت 1 مارس 2025 09:06 مساءً

السبت 01/مارس/2025 - 08:42 م

يتحول عالمنا اليوم إلى بيانات تتدفق عبر شبكات لا حدود لها، ومعه تبرز ظاهرة تتخطى حواجز الحياة التقليدية، وهي الأضرحة الرقمية.. إذ لم تعد هذه المساحات الافتراضية تقتصر على مستودعات للذكريات، بل تحولت إلى محرك لاقتصاد متنامٍ يغير نظرتنا للقيمة والخلود والإرث.

نتج عن ظهور هذه الأضرحة اقتصادًا جديدًا يمكن وصفه بـ اقتصاد الخلود الرقمي، حيث بلغت قيمة صناعة إدارة الإرث الرقمي حوالي 4.8 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 18.3 مليار دولار خلال العقد المقبل، وتتسابق شركات التكنولوجيا، كبيرها وصغيرها، على تقديم خدمات متنوعة في هذا المجال الواعد.

كانت شركة "ميتا" من أوائل من استجاب لهذه الظاهرة عبر "الحسابات التذكارية" على فيسبوك، التي تضم الآن ملايين حسابات المتوفين.. وتطورت خدمات حفظ المحتوى الرقمي مع شركات مثل "إترنيتي ديجيتال" التي تستخدم تقنية البلوكتشين لضمان استمرار المحتوى الشخصي لعقود قادمة.

أتاحت خدمات الوصاية الرقمية من "جوجل" لأكثر من 93 مليون مستخدم تعيين أوصياء لإدارة محتواهم الرقمي بعد وفاتهم، بينما برزت شركات مثل "ديدسلاب" في تحويل المنشورات والصور إلى أصول رقمية مشفرة يمكن تداولها، حيث بلغت قيمة سوق إرث المشاهير وحده 1.2 مليار دولار في 2024.

الارستقراطية الرقمية

مع نمو هذا الاقتصاد، تتشكل طبقات اجتماعية جديدة، تعتمد على حجم وقيمة الإرث الرقمي.. وتتصدر هذه الطبقية "الأرستقراطية الرقمية" من المؤثرين والمشاهير الذين يتركون إرثًا رقميًا ضخمًا يمكن تحويله لمصدر دخل دائم لورثتهم.. فحساب تايلور سويفت على إنستغرام، بأكثر من 280 مليون متابع، يمثل أصلًا رقميًا تقدر قيمته بمليارات الدولارات.

تليها "الطبقة المتوسطة الرقمية" من أشخاص عاديين لديهم وجود رقمي معتدل، يحتفظون بذكرياتهم على منصات أساسية، ويستفيدون من خدمات شركات مثل "ليجاسي لوكر" التي توفر باقات سنوية للحفاظ على إرثهم الرقمي ونقله لأبنائهم كأرشيف شخصي.. وفي المقابل هناك نحو 1.8 مليار شخص حول العالم لا يملكون وجودا رقميا كافيا ليترك أثرًا.

لكن هذا الاقتصاد الناشئ يواجه تحديات عديدة فتخزين البيانات الرقمية يستهلك نسبة متزايدة من الطاقة العالمية، مما يثير مخاوف بشأن الاستدامة البيئية للخلود الرقمي، كما تظهر قضايا الحقوق والخصوصية، فمن يملك الحق في استمرار استغلال الإرث الرقمي للمتوفى؟

تشكل الآثار النفسية لاستمرار الوجود الرقمي للمتوفين على الحداد وتعافي الأحياء، جانبا آخر يستحق الدراسة.. فهل سيصبح التعلق بالنسخة الرقمية للمتوفى ظاهرة نفسية جديدة؟ وهل ستتسع الفجوة بين من يملكون وسائل التخليد الرقمي ومن لا يملكونها؟ هل أصبح الخلود الرقمي سلعة يمكن شراؤها؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق