نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"ميلاد الأمل" - بوابة مولانا, اليوم الأحد 9 مارس 2025 01:34 صباحاً
أما عن ما مضى فأعتقد أنني نضجت بما فيه الكفاية.. للدرجة التي تخولني لأن أشارككم بعض ما نقَشته دروس الحياة على راحة يدي وما تعلمته منها وما زلت أتعلّمه.. وسأظل.
بداية.. لا أشك للحظة بأن كل ما مر بي في حياتي من حلوٍ ومُر، هو ما اختاره لي خالقي منذ أن كنت في رحم أمي، وأن هذه هي الحياة التي قُدّرت لي بكل تفاصيلها.. حتى وإن قَست أحيانا فإنها حتما لا تقسو علي إلا لأن الله أعطاني القوة الكافية التي تعينني على تحمل قسوتها.. والصبر على نوائبها والشكر على عطاياها، فحياتنا بشتى التفاصيل الواردة فيها قد وجدت لكي نعيشها وقيست على قدر طاقة تحملنا لها. وأستدل بقوله تعالى (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)، وهذه الآية كفيلة بأن تجعلنا نمضي في الحياة مطمئنين قنوعين وملء قلوبنا يقين بأننا لن نُكلّف إلا ما يسع حِملنا، وأن الله سيكون لنا عونا وسندا، ولن يتركنا نضيع في هذه الأرض دون أن يرشدنا.
في أعوامي الـ25 الماضية خضت الكثير من الحروب مع نفسي وصحتي وقناعاتي وقراراتي، اختليت بذاتي كثيرا وحاولت جاهدة أن أفهم ما ينبغي علي فهمه من وجود هذه الروح التي تسكن جسدي، وسعيت جاهدة للتصالح مع أخطائي وإصلاح نقاط ضعفي وتحويلها إلى نقاط قوة وتوهّج.
وتبعا لذلك فقد تغير عدد لا يحصى من قناعاتي وتجددت لآلاف المرات، ولا أجد ضيرا من هذا الأمر، لأننا بشر وطبيعتنا ووتيرة حياتنا تقتضي علينا التماهي مع كل الظروف بمرونة وانسيابية تسهّل علينا مجاراة سيل التغيرات السريعة والتطورات الدنيوية المتلاحقة.
فنحن لسنا صخورا لا يزحزحها مدٌّ جار عليها منذ ملايين السنين، إنما نحن كأوراق الشجر.. في تغيّر دائم ونسائم الريح تحملنا معها وتسافر بنا إلى أماكن جديدة وقناعات جديدة.. قد تجعلنا أكثر صلاحا مما كنا عليه، وبالطبع هذه التغيرات لا تشمل أبدا قناعاتنا الراسخة، تلك التي ترتبط بإيماننا وديننا وخالقنا.. فالمقصد هنا هي تلك الأمور التي إن تأقلمنا معها واستقينا من خلالها ما ينفعنا فسننعم بحياة مريحة وسلسة.
كروتين حياة صحي وعادات سليمة نجاهد النفس بغية المواظبة عليها عن طريق استحضار أهميتها وفائدتها.
وحتى إن انشغلنا عنها لفترة من الزمن فلا بد من حث النفس على العودة إليها وتخصيص وقت كافٍ لها.. لأن الاستثمار في الصحة والذات هو الاستثمار الوحيد الذي لا خسارة فيه أبدا.
وأيضا لا بد علينا أحيانا أن نتساهل مع النفس وأن نحذر مما يسمى بـ"جلد الذات"، لأنه قد يعود علينا بنتائج عكسية عوضا من أن ينفعنا.. فلا إفراط ولا تفريط، الوسطية والاعتدال هما مبتغى الحياة والهدف المراد فيها.
نحن بشر ولا بد أن تمر بنا فترات نشعر فيها بأننا لا نستطيع مواصلة السعي وكأن العالم يفوتنا، ويمر من أمامنا دون أن نستطيع إيقافه، وأحيانا تصيبنا مشاعر الخيبة وانعدام الدافعية والأمل، وكأننا عالقون في دوامة لا تتوقف عن الدوران، ولكن ورغم ذلك فلا بد من محاربة النفس المثقلة بهذه المشاعر السلبية، وحثها على إيجاد مخرج من العتمة إلى النور، وصدقني عزيزي القارئ.. من يحاول جاهدا سيبقى صامدا ولن يذوب ويختفي وإنما سيعود أقوى وأكثر صلابة مع كل موقف مؤذٍ يمر به.
في أعوامي السابقة لطالما راودني هذا السؤال.. هل أجديت نفعا؟
وهل ما فعلته كافٍ لأقول عن نفسي أنني حققت ما أرغب بتحقيقه؟
ولطالما أرهقني التفكير ولم أجد إجابة لأسئلتي، ولكني أيقنت أنه من الأفضل عدم الوصول إلى إجابة! لأنك إن لم تحصل على الإجابة فستستمر في السعي وسترغب بالمزيد، وهذا السعي سيملأ روحك بلذة الوصول التي لن تملّ من تذوقها في كل مرة.. وستبقى تحارب وتطوّر أهدافك وتجددها ويرتفع سقف طموحاتك ولا ترضى إلا بالكثير من الإنجازات.
متفائلة جدا ببدايات الـ26 ربيعا وأشعر أن هذا العام سيحمل لي الكثير من الدفء والفرح والإنجاز والعوض الجميل في كل الأمور، ولطالما كان هذا ظني واعتقادي الراسخ بالله، الذي لن يتغير أبدا سواء في هذا العام أو ما سبقه وما سيليه.
9 - 3 حلم يتجدد ولا يتبدد.
0 تعليق