نورة بن طويّل وجدتي - بوابة مولانا

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نورة بن طويّل وجدتي - بوابة مولانا, اليوم الأحد 9 مارس 2025 01:10 صباحاً

لا يمكن أن يحمل المكان اسم شخصية ما لم تكن هذه الشخصية تستحق أن يخلد اسمها المكان الذي أثّرت فيه، ويزيد هذه الشخصية شرفا حينما يكون المكان الذي يحمل اسمها مكانا تاريخيا عظيما مجاورا لأشرف بقعة على وجه الأرض وهي البقعة التي دفن فيها جسد سيد المرسلين وإمام المهتدين وخير البشرية خاتم الأنبياء والرسل سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولمعرفة هذه الشخصية سأعود إلى أرشيف ملفاتي الصحيفة عام 1992م أي قبل أكثر من 32 سنة حينما كنت محررا للتحقيقات في صحيفة عكاظ، في تلك المرحلة المبكرة من تاريخي الصحفي كانت جدتي لوالدي/ معيوفة بنت بريك بن عالي بن طويّل تستقبل بين فترة وأخرى ابنة عمها السيدة الفاضلة / نورة بنت علي بن عالي بن طويّل، وكانت جدتي وابنة عمها نورة قد تجاوزتا التسعين من عمرهما في ذلك الوقت، لكنهما كانتا تملكان معلومات غزيرة عن المدينة المنورة، الأمر الذي زاد من علاقتي بهما وارتباطي باللقاءات المحدودة التي جمعت بينهما.

كانت نورة الابنة الوحيدة لوالدها علي بن عالي بن طويّل تقيم منذ طفولتها في مدينة العلا تلك المدينة التي جاء إليها والدها معينا من الوالي العثماني، واستقر بها حتى وفاته قبل أن يستلم المؤسس الملك عبدالعزيز المدينة المنورة، وقد عاشت نورة في العلا وتزوجت فيها وأصبحت من أكثر النساء في العلا حرصا على توفر الخدمات، فقد كانت من أوائل من طالب بإنشاء مطار في العلا حتى تحقق ذلك بعد وفاتها رحمها الله.

وما سأركز عليه من الذكريات مع نورة بن طويّل أنها كانت لا تخفي اعتزازها بوالدها علي بن عالي بن طويّل، ذلك الرجل الذي كما قالت لي جاء من بادية قبيلته في ريعان شبابه مع شقيقه بريك وابن شقيقه غازي ليقيم بجوار المسجد النبوي الشريف وتحديدا بجوار سقيفة بني ساعده شمال غرب الحرم، وخلال سنوات برز اسمه في الكرم ومساعدة الناس وإعانة المحتاجين والإحسان إلى أهالي المدينة المنورة حتى ارتبط بمجلس الوالي العثماني وأصبح من خاصته الذين يثق بهم ويكلفهم بمهام لا يجيدها إلا هو مثل مهمة القضاء على بعض قطاع الطرق الدين كانوا يترصدون لأهل المدينة وزوارها.

ونظير هذه السمعة الطيبة عرف الناس الطريق الواصل بين سقيفة بني ساعدة ممتدا إلى الشرق حتى فندق الأوبروي سابقا باسم شارع السحيمي، واستمر هذا الاسم في كل عهود المملكة من عهد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز إلى أن وصل الحرم النبوي إلى هذه التوسعة المباركة ودخل شارع السحيمي في التوسعة الشمالية، ولم يبقَ منه سوى الجادة التي هي الآن تمثل سور التوسعة الشمالية الذي تطل عليه أبراج طيبة وفندق دار الإيمان وبعض الفنادق.

أتذكر أن نورة كانت تؤكد علي وتقول لم يبقَ من تاريخ والدي إلا هذا الشارع المثبت في تاريخ المدينة المنورة وأرجو أن يبقى.

وماتت جدتي وقبلها ماتت ابنة عمها نورة ولا تزال تلك الوثائق والمصورات التي أعطتني إياها نورة عن والدها وعن شارع السحيمي، وتمثل هذه الوثائق والمصورات الكثير من كتابات بعض أبناء العالم الإسلامي عن شارع السحيمي من صحف ومحلات تحمل أجمل الوصف عن ذلك المكان الذي يحمل اسم وتاريخ تلك الشخصية الذي اختار لها الله جل وعلا هذا المكان الذي لا يموت ذكر من جاور فيه وأحسن إلى ساكنيه.

أخبار ذات صلة

0 تعليق