«بيلياس وميليساند» تحفة أوبرالية تجمع الإمارات وفرنسا - بوابة مولانا

*العمل يستكشف موضوعات الحب والمصير وهشاشة المشاعر الإنسانية
* فهد الرقباني: تعاون يعكس الدور الفاعل للدبلوماسية الثقافية
* هدى الخميس صفحة جديدة من الحوار بين البلدين
برعاية فخرية من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الراعي الفخري المؤسس لمهرجان أبوظبي، وتحت رعاية سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، قدّم مهرجان أبوظبي، الجمعة، إنتاجه المشترك مع أوبرا باريس الوطنية للأوبرا الشهيرة «بيلياس وميليساند» من روائع المؤلف الموسيقي العالمي ديبوسي، في عرضه العالمي لأول مرة على خشبة أوبرا الباستيل في العاصمة الفرنسية.
يأتي هذا الإنتاج المشترك الذي يستمر عرضه حتى 27 مارس/ آذار، في إطار البرنامج الدولي لمهرجان أبوظبي، ليشكل أول تعاون من نوعه بين أوبرا باريس الوطنية، إحدى أعرق دور الأوبرا في العالم، ومؤسسة ثقافية من الشرق الأوسط.
ويجسد المشروع التزام المهرجان ترسيخ الشراكات الثقافية العالمية، والارتقاء بالإبداع الفني عبر التبادل الثقافي، وتعزيز الحضور الثقافي للإمارات وأبوظبي الساحة الدولية.
وتُعد أوبرا «بيلياس وميليساند» تحفة فنية من إبداع المؤلف الموسيقي الفرنسي كلود ديبوسي، وقُدمت لأول مرة عام 1902 كعمل أوبرالي رمزي مستوحى من المسرحية التي تحمل الاسم ذاته للكاتب موريس ميترلينك.
يستكشف هذا الإنتاج موضوعات الحب والمصير وهشاشة المشاعر الإنسانية، من خلال ألحان مؤثرة تفيض بالمشاعر الرقيقة والعواطف الجياشة، ما يجعله واحداً من أبرز أعمال ديبوسي وأكثرها شهرة. ويعود المخرج والكاتب المسرحي اللبناني الكندي وجدي معوض، المعروف برؤيته الإبداعية العميقة ونهجه المسرحي المتفرد، إلى أوبرا باريس الوطنية بإنتاجه الثاني. وحظيت هذه الرؤية الإخراجية بالمزيد من التألق بقيادة المايسترو العالمي أنطونيلو ماناكوردا، والإشراف الموسيقي لقائد الجوقة أليساندرو دي ستيفانو، إلى جانب تصميم الديكور الساحر لإيمانويل كلوس.
وقالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: «يأتي هذا العرض التاريخي ترجمةً لعهدنا المتجدّد بتحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية والتزامنا ببناء الحضارة الإنسانية واستشراف مستقبل مشرق لمشهد الثقافة والفنون عالمياً. مع السوبرانو النجمة سابين ديفييل، والباريتون البريطاني الشهير هوو مونتاغ ريندال، والمايسترو العالمي المتألق أنطونيلو ماناكوردا، يستمر عرض أوبرا «بيلياس وميليساند» الشهيرة إلى 27 مارس/ آذار، مسلطاً الضوء على المشاعر الإنسانية في الحب والوفاء والصدق والحقد والغيرة، ومجسداً الإرث الأوبرالي العريق للعمل منذ عرضه الأول مطلع القرن العشرين».
وختمت بالقول: «في عالم الثقافة والفنون، لا تقتصر أعمال الإنتاج المشترك على تشارُك الاستثمار فيها فقط، بل هي تلاقي العقول والقلوب وتبادل المعرفة بإبداع وفكر متجدّد، إذ تتيح التواصل والحوار بين الثقافات والشعوب، وهما الطريق إلى بناء الحضارة وصناعة المستقبل.
يفتح هذا الإنتاج المشترك صفحة جديدة من الحوار بين فرنسا والإمارات، وبداية لفصل جديد لأعمال إنتاج مشتركة في الأوبرا والباليه، وكم نحن بحاجة للحوار والتفاهم للنهضة والسلام العالمي».
التزام
قال ألكسندر نيف، مدير أوبرا باريس الوطنية: «يسرنا تقديم هذا الإنتاج الجديد لأوبرا«بيلياس وميليساند» بالتعاون مع مهرجان أبوظبي. نثمن هذا التعاون الذي يعكس التزام المهرجان دعم الفنون وتعزيز التنوع في المشهد الأوبرالي العالمي، ونتطلع إلى هذه الشراكة الفنية التي تجمعنا تحت راية التميز والإبداع».
تميز فني
قال فهد سعيد الرقباني، سفير الإمارات لدى الجمهورية الفرنسية: «يعكس هذا الإنتاج المشترك الدور الفاعل للدبلوماسية الثقافية في ترسيخ أواصر الصداقة والتعاون المستدام بين البلدين».
وتابع: «يجسد هذا التعاون المهم والأول من نوعه بين مؤسسة ثقافية في الشرق الأوسط أو العالم العربي وإحدى أعرق دور الأوبرا العالمية، التزام الإمارات الراسخ بدعم التميز الفني والريادة الإبداعية وتعزيز الحوار الثقافي العالمي».
أشار إلى أن «المهرجان يواصل فتح آفاق جديدة للتواصل بين الدول والفنانين والجمهور عبر شراكاته المتميزة مع أبرز المؤسسات الثقافية العالمية. وهذا التعاون لإعادة تقديم هذه الأوبرا الخالدة برؤية معاصرة، وسوف يعزز من الحضور الثقافي العالمي لأبوظبي، ويؤكد دور الفن جسراً للتفاهم المتبادل والتعاون بين البلدين».
وقال نيكولا نيمتشينو، سفير جمهورية فرنسا لدى الإمارات: «يسعدنا أن نرى هذا التعاون المميز في هذه التحفة الفنية التي تتناول موضوعات الحب والمصير. ويجسد هذا التعاون المهم عمق الروابط الثقافية بين فرنسا والإمارات، وأهنئ مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون على هذا الإنجاز المتميز».
وذكر أنه «بفضل المعالم الثقافية البارزة مثل متحف اللوفر أبوظبي، شهدت العلاقات الفرنسية الإماراتية ازدهاراً متزايداً في المجال الثقافي تمثلت في إطلاق مشروعات جديدة وطموحة في عالم الموسيقى. سنواصل من خلال تعاوننا الوثيق مع الإمارات تعزيز الروابط الثقافية، واستكشاف آفاق فنية وثقافية جديدة، والتطلع برؤية طموحة نحو المستقبل».