السيدة خديجة بنت خويلد - بوابة مولانا

القاهرة ٢٤ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السيدة خديجة بنت خويلد - بوابة مولانا, اليوم الاثنين 3 مارس 2025 05:57 صباحاً

محبة آهل البيت من محبة رسولنا الكريم، ونحن نقول في التشهد أثناء الصلوات الخمس:  اللهم صلي علي سيدنا محمد وعلي آل سيدنا محمد....وبارك علي سيدنا محمد وآل سيدنا محمد كما باركت علي سيدنا إبراهيم  انك حميد مجيد).


وفي مصر نحب آل البيت، ونحفظ فيهم وصية رسول الله ( أذكركم الله في أهل بيتي )، فهم من أطهر وأشرف  الخلق حسبا، نسبا، وقال صلي الله علية وسلم  :( إن الله اصطفي كنانه من ولد إسماعيل، واصطفي قريشا من كنانة، واصطفي من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)، فالرسول خيارا من خيارا من خيار.


كذلك كرم الله أزواج نبينا الكريم وجعل زوجاته أمهاتا للمؤمنين، لهم من التوقير والإحترام والمكانة ما يليق بمنزلتهم ومكانتهم العظيمة عند الله ورسوله.
لذلك ينبغي ان ننشر سيرتهم العطرة لنقتدي بهم، فقد تعلموا في بيت النبي الكريم.


فدعونا نلتقي اليوم بالسيدة خديجة بنت خويلد، وكانت تدعي في الجاهلية بالطاهرة،  سيدة نساء قريش، كانت ذو مكانة عظيمة لوجهاتها وعزها وحسبها ونسبها، تزوجت عتيق بن عائد وولدت له هندا بنت عتيق، وقد اسلمت وتزوجت،  ثم تزوجت بعد وفاته أبو هالة النباش، وولدت له هند بن هالة، ربيب سيدنا رسول الله (صلي) والذي اسلم وعاش حتي استشهد مع علي بن ابي طالب في موقعه الجمل، وكان يتفاخر هند ويقول: أنا أكرم الناس أما وأبا، وأخا وأختا، فأبي رسول الله وأمي خديجة، واخي أبا القاسم واختي فاطمة الزهراء.


وانجبت له هالة وبه يكني به، ومات عنها أبو هالة فتفرغت لتجارتها.


ولما علمت خديجة بأمانه محمد بن عبدالله وصدقة وكرم أخلاقة، فقد كان يلقب بالصادق الأمين،  فأرسلت اليه ليخرج في تجارتها مع غلامها ميسرة عندما اقترح عليها ابوطالب، وقالت له: أعطيك ضعف ما اعطي رجلا من قومك،  فعمل رسول الله في تجارة خديجه.


وحدث ما نعلمه في رحلتهم التجارية، وقصة الراهب نسطور الذي قال لميسرة ان تلك الشجرة التي جلس تحتها لا يجلس تحتها سوي نبي، وقصة المليكان الذين يحمونه حر الشمس ويظللانه وهجها.


روى ميسرة للسيدة خديجة ما رآه من امانته وصدقه، وقد ربحت تجارتهم بفضل صفاته النبيلة.


فقامت خديجة باستدعاء مولاتها نفيسة، وارسلتها دسيسا  الي محمد لترغبة في الزواج،  وكان رده انه قليل المال ولكن نفيسه نجحت في مهمتها، بعد ان أوضحت له انها ستكفيه طلبه، وعادت بالبشري الي خديجة.


وكان يوم العقد أعدت خديجة الطعام وقدم أهلها، وكذلك حضر ابوطالب ورؤساء مضر، وخطب ابوطالب  خديجه بعد أن أخذ يعدد مناقب محمد وشرفه ونسبه، ثم قام ورقه وخطب خطبة ليعدد فيها شرف خديجة وحسبها ونسبها، واعلن علي القوم انه قد زوج خديجة الي محمد بن عبدالله علي اربعه مائة دينار، ثم قام عمها عمرو بن خويلد بعد ان طلب منه ابوطالب وقال عمرو: اشهدوا عليا يا معشر قريش أنني قد أنكحت محمد بن عبدالله خديجة بنت خويلد. وشهد القوم الحاضرون.
كان عمر خديجه أربعين عاما وعمر محمدا خمسة وعشرون عاما وقت زواجهما.


لم يتزوج الرسول عليها في حياتها، وكانت دائما الداعم والسند والرفيق والوزير لسيدنا رسول الله، وعندما جاء الوحي الي الرسول وهو بالغار، ذهب الي بيته يرتجف ويقول زملوني، وذكر لها ما حدث وأنه  يخاف ان الذي يأتيه رؤيا من الجن،  فهدأت من روعه وقالت له: انك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل، وتكسب المعدم، وتقري الضيف، وتعين علي نؤائب الحق، والله لايخزيك الله آبدآ.


وقالت له بعد  أن هدأت من روعه: أبشر يا ابن العم وأثبت، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة، وذهبا الي  ابن عمها ورقة بن نوفل  وكان نصرانيا، ليقص عليه  الرسول الكريم ما حدث في الغار، فقال  :.. لقد جاءه  الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسي، وإنه لنبي  هذه الأمة،.....الخ  .


كان للسيدة خديجة دورا كبير في حياة رسولنا الكريم، هونت علية، وشدت من أزره، وساندته، وخففت عليه ما لقاه من تعنت قومه وتكذيبهم رسالته، وتعرضهم له ولأصحابه بالأذي والمقاطعه والحصار كانت خديجة مع عمه ابوطالب خير معين وسند له.


وهي التي ارسل لها الله سبحانه وتعالي  السلام من فوق سبع سموات حيث قال جبريل عليه السلام الي سيدنا رسول الله: (إن الله يقرأ  علي خديجة السلام)، فقالت خديجة لرسول الله عندما أخبرها: ( هو السلام ومنه السلام وعلي جبريل السلام وعليك يارسول الله السلام عليكم ورحمه الله ).


وقال ابن عباس عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ( أفضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسيه امرأه فرعون) 
فهي أول من نطقت بالشهادتين، وأول من تعلمت الوضوء بعد رسول الله، فقد نزل جبريل عليه السلام ليعلم رسولنا كيفية والوضوء والطهور، وصلي به سيدنا جبريل بعد أن توضآ الرسول كما علمه جبريل ولم تكن الصلاة المفروضه نزلت بعد، فأتي رسولنا الحبيب السيدة خديجة وفعل معها ما فعله جبريل معه، وتوضأت وصلي بها سيدنا رسول الله.


وقد انجبت له أولاده رضي الله عنهم آجمعين، وكان الرسول يحبها ويعترف بفضلها ويبالغ في تعظيمها، ويفضلها عن أمهات المؤمنين، وقد بشرها الرسول بأن الله بني لها قصرا في الجنة.


وقد قالت السيدة عائشة  : ان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتي يذكر خديجة، فيحسن  ويكثر الثناء عليها، فذكرها يوما من الأيام، فأخذتني الغيرة، وقلت: لا تزال تلهج بذكر خديجة، إن هي إلا عجوز من عجائز قريش، قد أبدلك الله خيرا منها.


فغضب رسول الله وقال عليه الصلاة والسلام لعائشة: (لا والله ما أبدلني الله خيرا منها، آمنت  بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني  بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء).


وكان الرسول اذا ذبح الشاه يقول: (ارسلوا الي أصدقاء خديجة).


وقد توفيت السيدة خديجة بعد وفاة عمة أبوطالب بثلاثة أيام، وهي في عمر خمسه وستون عاما، حتي أطلق علي هذا العام عام الحزن، فقد حزن عليها الرسول كثيرا، فقد كانت رفيقة دربة، فعاشت معه اربعه وعشرون عاما وسته أشهر، وقد دفنها النبي ونزل قبرها، ولم تكن الصلاة قد فرضت بعد فلم يصل عليها صلاة الجنازة،  وقد تجرأت قريش وتمادت في إيذائها للنبي بعد وفاة أكثر الداعمين والمدافعين عنه عمه  ابوطالب والسيدة خديجة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق