نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رمضان بين زمنين - بوابة مولانا, اليوم الأحد 2 مارس 2025 01:22 صباحاً
في رمضان كانت تزدان الشوارع والساحات بالأنوار، وتُنصب المراجيح وبعض الألعاب البسيطة، ويبسط الناس ألعابهم المتنوعة، والكل فرح ومسرور، والجميل أنه ما إنْ يَهلُّ رمضان علينا حتى تتغير مع إطلالته كثير من العادات، وتتبدل النفوس لتصبح وبخاصة في المساء أكثر رقة وطراوة، وتبتهج الصدور احتفاء بهذا الزائر الكريم، ويصبح لليوم نَفَسٌ جديد، أما الليالي فتزدهر بنسمات نورانية ليس لها مثيل في باقي ليالي الشهر.
في ليالي رمضان كانت تكثر الزيارات الأخوية، ومع دخول الفضائيات صار الشهر مزدحما ببرامج ومسلسلات عديدة، حتى ليُخَيل إلينا بأن رمضان هو آخر الشهور الدهرية، فلا ندرك أنفسنا إلا وقد انتهى الشهر، وذهبت لياليه وهي مليئة بالذكريات المليحة.
في تلك الليالي لم نكن مشغولين بمتاهة ما يدعو إليه شحرور ومن سار على دربه من أن صيامنا خاطئ من حيث التوقيت، وأن قياس موعده وتأريخه لا يكون بالشهور القمرية وإنما بالميلادية، فكان ولا يزال كل المسلمين في كل أنحاء الأرض، سنتهم وشيعتهم، يصومون الشهر الذي نحن فيه، ودون أن تجد أحدا منهم يصومه في غير موعده، وإن تقدم يوما أو تأخر باختلاف المطالع، لكنهم مجتمعون شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، على شهر هجري قمري واحد بعينه لا يبدلونه وإن اختلف توافقه مع الشهر الميلادي، ولعمري فذلك مؤشر فريد من نوعه، ولا تجد أحدا من أتباع الديانات يتفقون على شعيرة واحدة كما هو حال المسلمين في رمضان والحج، وليس من مدة يسيرة، وإنما من 14 قرنا، وعلى اختلاف مذاهبهم وسحناتهم ومواقعهم الجغرافية.
ذلك كان رمضان الذي أفتقده اليوم، على أني أشكر الله وأحمده على ما منّ علينا به من نعمة، فالجديد بات قرينا لكثير من الناس على مدار العام، غير أن تباعد الأحبة وسوء تخطيط الأمانات والبلديات للمدن، قد جعل اللقاء من مهلكات الدهر، فليس سهلا أن تزور وتُزار، والسبب هذا الزحام الذي لا ينتهي، ويزيد الأمر سوءا حين يعالج المرور الأمر بطريقته التقليدية، وأؤمن بأنه لا يلام على أمر ليس له ذنب فيه، والملام أولا وأخيرا، سابقا وحاضرا، هي أمانات المدن التي ليس لها أي خطة استراتيجية مبنية على إحصائيات سكانية واستشراف للمستقبل. وهل هلالك يا رمضان.
أخبار متعلقة :