نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب، زيلينسكي، ليست أول حفلة حب - بوابة مولانا, اليوم الأحد 2 مارس 2025 01:22 صباحاً
شاهدنا جميعا اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، معقل السيادة ووكر الهيمنة الأمريكية. ذلك اللقاء الذي احتدم فجأة وتحول إلى معركة صوتيات أمام حشد كبير من الإعلاميين وعلى مرأى ومسمع من العالم كله بين الرئيس الأمريكي ونائبه من جهة والرئيس الأوكراني من جهة أخرى.
لكن التاريخ يخبرنا أن هذه المعركة لم تكن الأولى التي جرت بين مسؤولين كبار وزعماء دول. هناك الكثير من الأحداث والوقائع السياسية التي شهدتها أروقة السياسة وقاعات المؤتمرات العالمية.
من أبرز المواقف التي لا تُنسى ما حدث في لقاء بين الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن والرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 2004. أثناء الحديث عن "التفاهم المتبادل"، أخطأ المترجم في ترجمة الكلمة الفرنسية "entente" والتي تعني تفاهم إلى "استسلام"، مما أثار غضب بوش، الذي قال غاضبا "الولايات المتحدة لا تستسلم لأحد!". ورد شيراك "ولا فرنسا!". وبينما كادت الأمور تخرج عن السيطرة، حاول المترجم المسكين أن يشرح أن ما حدث هو مجرد "زلة لسان". لكن في السياسة، زلة لسان كهذه قد تشعل حربا باردة جديدة!
في قمة مجموعة السبع عام 2017، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القاعة ليكتشف أن كرسيه يبدو أقل ارتفاعا من كرسي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. بالطبع، لم يكن ترامب ليسمح بمثل هذا "الازدراء". قال بحدة "أنا لا أجلس على كرسي أقصر من أي شخص!". انتهى الأمر بفريق البروتوكول بإحضار وسادة إضافية ليجلس عليها، مما جعله يبدو وكأنه طفل يحاول أن يصل إلى المائدة. أما ميركل، فقد اكتفت بابتسامة ساخرة، وكأنها تقول "الحجم ليس كل شيء!".
في قمة منظمة شنغهاي عام 2019، أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تقديم الشاي لجميع الحضور، مبررا ذلك بأنه "المشروب الوطني التقليدي". لكن نظيره الهندي ناريندرا مودي أصر على تقديم القهوة بدلا من ذلك، قائلا "الهند دولة محبة للقهوة". استمر الجدل لساعات، وكأن القمة لم تكن تناقش قضايا أمنية أو اقتصادية، بل معركة "الشاي مقابل القهوة". في النهاية، قرر الفريق المنظم تقديم الماء الفاتر للجميع، ليخرج القادة من الاجتماع وهم يتساءلون "هل كنا نحضر قمة أم حفلة شاي؟".
من يستطيع أن ينسى المصافحة الشهيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2018؟ ترامب، المعروف بمصافحته "الحديدية"، حاول أن يثبت قوته المعتادة، لكن ماكرون قرر أن يرد بالطريقة نفسها. المصافحة استمرت لمدة 29 ثانية كاملة، حيث بدا كل منهما وكأنه يحاول سحق يد الآخر. عندما انتهت المصافحة، حاول كلاهما إخفاء آلام يده، بينما كانت الكاميرات تلتقط تعابير وجههم التي تقول "لن أنسى هذا الألم أبدا!".
في قمة "منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ" عام 2016، طلب من القادة ارتداء الزي التقليدي للبلد المضيف، بيرو. ظهر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مرتديا زيا تقليديا مميزا بالألوان الزاهية، بينما أصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ارتداء بدلة رسمية عادية، قائلا "الأناقة لا تحتاج إلى تقاليد". انتهى الأمر بترودو وهو يلتقط الصور مبتسما، بينما بوتين ينظر إليه بنظرة باردة وكأنه يقول "لن أرتدي الريش من أجل أحد".
في قمة مجموعة العشرين عام 2011، نسي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الميكروفونات ما زالت مفتوحة. وبينما كانا يتحدثان بعيدا عن الكاميرات، قال ساركوزي عن نتنياهو "إنه كذاب، لا أطيقه!". ورد نتنياهو بابتسامة صفراء، قائلا "وأنا كذلك!". بالطبع، تم تسريب هذه التصريحات إلى الإعلام، لتتحول إلى فضيحة سياسية. والدرس هنا؟ إذا كنت في قمة دولية، فاحذر من الميكروفونات... دائما!
قد تكون الاجتماعات الدولية مليئة بالتوتر والرهانات العالية، لكنها أيضا مليئة بالمواقف التي تجعلنا نتساءل: هل نحن في مسرح كوميدي؟ قادة الدول هؤلاء، الذين يظهرون دائما بمظهر جاد ومهيب، يثبتون لنا أنهم بشر مثلنا، يتجادلون حول الكراسي، والمشروبات، وحتى المصافحات!
في النهاية، إذا أردت أن تفهم السياسة العالمية، لا تبحث فقط عن الاستراتيجيات والخطط، بل استعد للضحك على تلك المواقف الساخرة التي تجعل من السياسة مسرحا هزليا بامتياز!
0 تعليق