نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفوضى المرورية في الفعاليات العامة!! - بوابة مولانا, اليوم الأحد 2 مارس 2025 01:22 صباحاً
أفكر مليا قبل الذهاب إلى (بعض) الفعاليات أو المنتديات والمعارض العامة لأمور كثيرة لعل أبرزها الفوضى المرورية إن جاز التعبير. لا أتحدث هنا عن الازدحام المروري فهو أمر طبيعي وأصبحنا نتفهمه؛ بل ونتكيف معه أحيانا. أتحدث عن رحلة الذهاب إلى هذه الفعاليات وما يشوبها من شد وضغط نفسي وفوضى مرورية من البداية إلى النهاية. هذه الفعاليات من المفترض أن تنقل صورة إيجابية عن واقع النهضة العمرانية التي نشهدها بما في ذلك البنية التحتية، والطرق، وجودة الخدمات العامة؛ ولكنها أحيانا قد تنقل صورة مغلوطة لا تعكس حجم الجهود المبذولة. تغفل بعض هذه الفعاليات تحليل الأثر المحيطي للموقع، ونوعية الخدمات المساندة، وآليات تنظيم الحشود، وإدارة المواقف العامة.
مرات عديدة أقرر الذهاب إلى بعض الفعاليات ثم أعود أدراجي من حيث أتيت فالمنظر لا يسر الناظرين. عندما تقترب من موقع الفعالية تقود سيارتك بمنتهى الحذر فالجميع يلتف حولك ولا تستطيع أن تتقدم أو تتجه إلى اليمين أو اليسار. تتباطأ بالسير وتبدأ المركبات بالانعطاف قبلك عنوة وبكل جرأة لتجد نفسك في المؤخرة فالبقاء للأقوى كما يقال. وبعد رحلة كفاح تصل أخيرا إلى بوابه الدخول، ثم يأتي أحد المنظمين ليطلب منك وبكل بساطة الاتجاه إلى منطقة أخرى فالمواقف في هذه البوابة قد امتلأت. تتحرك لتجد منظر السيارات على طول الطريق فوق الأرصفة وتحت الأشجار وبين مولدات الكهرباء وداخل أي فجوة يمكن أن تتخيلها.
وعلى هذه الحالة، تجد معظم الزوار يقفون بشكل مخالف وكأنهم يتبعون قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات». يُغلق الشارع تماما ويتحول الى منطقة تختلط بها السيارات التي تقف على جانب الطريق مع المشاة بشكل فوضوي لا يعكس الجهود الحثيثة في سياق تطوير المدن. كم كبير من السيارات والمشاة الذين يندفعون على مسافة تزيد عن 2 كيلو متر من موقع الفعالية، لتشعر حينها وكأنك في منطقة حراج أو منطقة تشليح سيارات. أما شركات التنظيم الميدانية فدورها قائم على اجتهادات فردية غير مبنية على خطة واضحة المعالم وتوجيهاتهم تقتصر على عبارة «روح يمين في يسار».
لا أعرف لماذا توقفت الأفكار الخلاقة لتطوير حلول عملية تعالج ظاهرة الفوضى المرورية في (بعض) الفعاليات العامة. إن تنظيم الفعاليات العامة التي تقترن بإطار زمني محدد يجب أن تؤكد على تحسين تجربة المستفيد من البداية إلى النهاية، وهذا يقتضي دراسة التموضع المكاني للفعالية وأثرها على المحيط العمراني وتحليل حجم الحركة المرورية المتوقعة بناء على سيناريوهات تضع في عين الاعتبار مستويات تدفق مروري عالي أو متوسط أو طبيعي.
من الأهمية بمكان أن يتم اختيار موقع الفعالية بحيث يتمتع بوصولية عالية، ويفضل أن يرتبط الموقع بنقاط اتصال قريبة من محطات المترو والحافلات العامة. أما إذا كان موقع الفعالية محددا سلفا في منطقة مزدحمة أو لا يتوفر بها مواقف سيارات كافية، فلا بد من حجز منطقة مواقف سيارات لا تتداخل مع محيط الفعالية؛ إذ ليس من المنطقي أن تدور بسيارتك حول محيط الفعالية لتصل إلى المواقف مسببا بذلك المزيد من الاختناقات المرورية. يمكن تأجير منطقة وتهيئتها كمواقف سيارات مؤقتة ترتبط بمسارات حافلات نقل ترددية تنقل المستفيدين إلى موقع الفعالية مع توفير مسارات مشاة مؤقتة بعيدة عن حركة الآليات قدر الإمكان.
وأخيرا، علينا التفكير مليا في تحسين الصورة النمطية لمدننا بعيدا عن الفوضى المرورية في الفعاليات العامة.
0 تعليق